السبت، 4 أكتوبر 2008

المشؤولية الفردية

بدأ اليوم كسائر الأيام حيث كان الدكتور "أحمد" يتأخر عن دوامه كالعادة, فتارةً يأتي في ميعاده وتارةً يتأخر عن المجيئ بضعة ساعات, كان غير مبال في أداء عمله, فكل ما كان يشغل تفكيره هو لقب (الدكتور) والراتب المرتفع, فقد كان له مساعد وهو الممرض "عادل", فكم من مرة قد نصحه "عادل" في أن لا يتأخر عن الموعد فقد كان ذلك يؤدي إلى تداخل المواعيد وعدم انتظامها, فكم من مريض قد أتى لموعده ولم يتم معاينته من قبل الدكتور "أحمد", فقد كان الممرض يحاول أن يسد إهمال الدكتور بمحاولة العناية بالمرضى وعلاجهم, ولكن في يوم من الأيام أتى الدكتور "أحمد" كعادته متأخراً فكان المريض "سعد" البالغ من العمر 14 من عمره بانتظاره يشكوا من ألم في معدته, فقام الدكتور بمعاينته في تكهم, ولم يعلم ما في هذا الولد, فقد كان مرضه معقداً و يحتاج المزيد من الكشف حتى يتعرف عليه الطبيب أكثر, ولكن الدكتور "أحمد" لم يكن يريد أن يطول في كشفه فقال له أن يأتي فيما بعد و قال أنه ليس بهذه الأهمية, فبعد أسبوع أتى "سعد" إلى المستشفى يشكوا بشدة من الألم فقد زاد الألم عليه ولم يعد يتحمله, فقام الممرض "عادل" بكشفه ولم يعلم ما به, فنادى الدكتور "أحمد" وقاموا بكشفه بالأشعة, فإذا بهم يجدون ورمة كبيرة في معدته, وقد كان ذلك سرطان المعدة وكان في حالة متطورة لا يمكن علاجه, فارتبك الدكتور ولم يعرف ماذا يفعل به, فحاول "عادل" أن يستدعي أحد الجراحين لقيام عملية لستأصاله, أن يكشف عليه بسرعة ولكنه لم يعرف فنادى ولكن!!!! .. مات "سعد" في غرفة العمليات, فأخذت أمه تبكي وذهب الأب إلى الدكتور "أحمد" وقام بلومه فلولا استهتاره لكانوا اكتشفوا السرطان واستأصلوه وهو في حالة خمول!!.. فقام بالشكوى عنه عند مدير المشفى فقام المدير بفصل الدكتور "أحمد" و ذلك بسبب تجاوز أخطائه وارتكاب الخطأ الفديح وهو قتل أحد مرضاه!!! ..